فصل: فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.فصل في الوقف والابتداء في آيات السورة الكريمة:

.قال زكريا الأنصاري:

سورة الانفطار:
مكية.
{قدمت وأخرت} تام وكذا {ركبك}.
واختار بعضهم الوقف على {فسواك} وبعضهم على {فعدلك}.
{ما تفعلون} تام.
{بغائبين} كاف.
{ثم ما أدراك ما يوم الدين} تام لمن قرأ {يوم لا تملك} بالرفع وليس بوقف لمن قرأه بالنصب ظرفا.
{لنفس شيئا} حسن.
آخر السورة تام. اهـ.

.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة الانفطار:
مكية.
عشر آيات.
وكلمها ثمانون كلمة.
وحروفها ثلثمائة وسبعة وعشرون حرفاً.
ولا وقف من أولها إلى قوله: {وأخرت} فلا يوقف على {انفطرت} ولا على {انتثرت} ولا على {فجرت} والوقف التام {علمت نفس ما قدمت وأخرت} لأنه جواب {إذا}.
{ما غرك بربك الكريم} ليس بوقف لأن الذي بعده نعت له أو بدل منه ويجوز القطع إلى الرفع أو إلى النصب.
وقرأ ابن جبير والأعمش {ما أغرك} فيحتمل أن تكون ما استفهامية أو تعجبية.
ولا وقف من قوله: {الذي خلقك} إلى قوله: {ركبك}.
وجوز بعضهم الوقف على {فسواك} لمن خفف {فعدلك} أي قومك وقيل عدلك عن الكفر إلى الإيمان قرأ الكوفيون {فعدلك} مخففاً والباقون مثقلاً.
{ركبك} تام.
وقف يحيى بن نصير النحوي على {كلا} يريد ليس كما غررت به وخولف إذ لا مقتضى للوقوف عليها.
{بالدين} كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة حالية والواو واو الحال أي تكذبون بيوم الجزاء والكاتبون الحفظة يضبطون أعمالكم لأن تجازوا عليها.
ولا يوقف على {لحافظين} لأن {كراماً} صفة حافظين.
ولا يوقف على {كاتبين} لأن {يعلمون} حال من ضمير {كاتبين}.
{ما تفعلون} تام للابتداء بإن.
{لفي نعيم} جائز. ومثله {لفي جحيم} إن جعل {يصلونها} مستأنفاً وليس بوقف إن جعل حالاً.
{يوم الدين} حسن.
{بغائبين} كاف.
{ما يوم الدين} الأوّل ليس بوقف لعطف ما بعده عليه.
{ما يوم الدين} الثاني تام لمن قرأ {يوم لا تملك} بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أو هو بدل من {يوم الدين} الأول وعليه فلا وقف.
وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر بالنصب بفعل مضمر أي أعنى أو بنى {يوم} مع ما بعده على الفتح كخمسة عشر.
وليس بوقف لمن قرأه بالنصب ظرفاً لما دل عليه ولعل المانع للعلامة السمين من جعل {يوم} بدلاً من {يوم الدين} اختلافهما لأن يوم الصلى غير يوم الجزاء.
وقال الكواشي فتح {يوم} لإضافته إلى غير متمكن وهو في محل رفع.
{شيئا} حسن على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل ما بعده في موضع الحال.
آخر السورة تام. اهـ.

.فصل في ذكر قراءات السورة كاملة:

.قال ابن جني:

سورة الانفطار:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
روى عن سعيد بن جبير: {يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}، ممدودة، على التعجب.
قال أبو الفتح: هذا كقول الله سبحانه: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ على النَّارِ} أي: على أفعال أهل النار، ففيه حذف مضافين شيئا على شيء كما قدمنا في قوله: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ1}، وغير ذلك.
وقيل في قوله: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ على النَّار}: أي: ما الذي دعاهم إلى الصبر على موجبات النار؟ فكذلك يجوز أن يكون قوله أيضا: {مَا أغرك بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ}، أي: ما الذي دعاك إلى الاغترار به؟ غر الرجل، فهو غار، أي: غفل. اهـ.

.قال الدمياطي:

سورة الانفطار:
مكية.
وآيها تسع عشرة.
مشبه الفاصلة:
موضع {فسواك}.
القراءات:
اختلف في {فعدلك} الآية 7 فعاصم وحمزة والكسائي وخلف بتخفيف الدال وافقهم الحسن والأعمش والباقون بتشديدها أي سوى خلقك وعدله وجعلك متناسب الأطراف وقراءة التخفيف تحتمل هذا أي عدل بعض أعضائك ببعض.
واختلف في {بل تكذبون} الآية 9 فأبو جعفر بالياء من تحت وافقهم الحسن والباقون بالتاء من فوق خطابا للكفار.
وأدغم لام {بل تكذبون} حمزة والكسائي وهشام عند الجمهور وصوبه عنه في النشر.
وأمال {أدراك} أبو عمرو وابن ذكوان وأبو بكر بخلفهما وحمزة والكسائي وخلف وقلله الأزرق بخلفه.
واختلف في {يوم لا تملك} الآية 19 فابن كثير وأبو عمرو ويعقوب برفع الميم خبر مبتدأ مضمر أي هو يوم وافقهم ابن محيصن واليزيدي والباقون بالنصب على الظرف حركة إعراب عند البصريين ويجوز عند الكوفيين أن تكون حركة بناء وعلى التقدير في موضع رفع خبرا لمحذوف أي الجزاء يوم لا تملك أو في موضع نصب على الظرف أي يدانون يوم لا تملك أو مفعول به أي أذكر ويجوز على رأي من بنى أن يكون في موضع رفع خبرا لمحذوف أي هو يوم. اهـ.

.قال عبد الفتاح القاضي:

سورة الانفطار:
{فجرت} {بعثرت}، {كراما}، {يصلونها} جلي.
{فعدلك} خفف الدال الكوفيون وشددها غيرهم.
{تكذبون} قرأ أبو جعفر بياء الغيبة وغيره بتاء الخطاب.
{يوم لا} رفع الميم المكي والبصريان ونصبها غيرهم. اهـ.

.فصل في حجة القراءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة الانفطار:
قوله تعالى: {إذا السماء انفطرت} وما أشبهها مما اخبر فيه عن مستقبل بلفظ الماضي فمعناه أنه كائن عنده لا محالة وواقع لا شك فيه.
والفعل الماضي يأتي بلفظه ومعناه الاستقبال في ثلاثة مواضع فيما اخبر الله عز وجل به وفي الشرط وفي الدعاء فما أتاك في هذه الثلاثة بلفظ الماضي فمعناه الاستقبال ودليله واضح بين.
قوله تعالى: {فعدلك} يقرأ بالتشديد والتخفيف فوجه التشديد فيه قومك وساوى بين ما ازدوج من اعضائك ووجه التخفيف انه صرفك إلى أي صورة شاء من طويل وقصير وحسن وقبيح.
فأما قوله: {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء} فمعناه ان النطفة اذا قامت أربعين يوما صارت علقة أربعين يوما ومضغة أربعين يوما ثم يرسل الله تعالى إليها ملكا معه تراب من تربة العبد فيعجنه بها ثم يقول يا رب طويل أم قصير غني أم فقير شقي أم سعيد فهذا معنى قوله: {كيف يشاء}.
قوله تعالى: {وما أدراك} يقرأ بالإمالة والتفخيم وبين ذلك وقد ذكرت الحجة فيه. وما كان في كتاب الله تعالى من قوله: {وما أدراك} فقد أدراه وما كان فيه من قوله: {وما يدريك} فلم يدره بعد.
قوله تعالى: {يوم لا تملك} يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع انه جعله بدلا من اليوم الأول وأضمر له {هو} اشارة إلى ما تقدم وكناية عنه فرفعه به والحجة لمن نصب انه جعله ظرفا للدين والدين الجزاء.
فإن قيل فما معنى قوله: {والأمر يومئذ لله} وكل الأمور له تعالى في ذلك اليوم وغيره فقل لما كان الله تعالى قد استخلف قوما فيما هو ملك له ونسب الملك إليهم مجازا عرفهم أنه لا يملك يوم الدين أحد ولا يستخلف فيه من عباده سواه. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

82- سورة الانفطار:
{الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك} 8، 7
قرأ عاصم وحمزة والكسائي {فعدلك} بالتخفيف قال الفراء وجهه والله أعلم فصرفك إلى أي صورة شاء إما حسن أو قبيح أو طويل أو قصير.
وعن أبي نجيح قال في صورة أب أو في صورة عم وليست في من صلة عدلك لأنك لا تقول عدلتك في كذا إنما تقول عدلتك إلى كذا أي صرفتك إليه وإنما هي متعلقة بـ: {ركبك} كأن المعنى في أي صورة شاء أن يركبك.
وقال آخرون {فعدلك} فسوى خلقك.
قال محمد بن يزيد المبرد {فعدلك} أي قصد بك إلى الصورة المستوية ومنه العدل الذي هو الإنصاف أي هو قصد إلى الاستواء فقولك عدل الله فلانا أي سوى خلقه.
فإن قيل فأين الباء التي تصحب القصد حتى يصح ما تقول؟
قلت إن العرب قد تحذف حروف الجر قال الله جل وعز: {وإذا كالوهم أو وزنوهم} فحذف اللامين فكذلك {فعدلك} بمعنى فعدل بك.
وقرأ الباقون {فعدلك} التشديد يعني فقومك جعل خلقك معتدلا بدلالة قوله: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم} أي معتدل الخلق ليس منه شيء بزائد على شيء فيفسده.
وقال قوم معناه حسنك وجملك.
{ثم ما أدرك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا} [19، 18].
قرأ ابن كثير وأبو عمر {يوم لا تملك نفس لنفس} بالرفع جعلوه صفة لقوله: {يوم الدين} ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف لما قال: {وما أدراك ما يوم الدين} قال: {يوم لا تملك نفس لنفس}.
وقرأ الباقون بالنصب على معنى هذه الأشياء المذكورة تكون يوم لا تملك نفس لنفس شيئا. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الانفطار:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[الانفطار: الآيات 1- 5]

{إِذَا السَّماءُ انفطرت (1) وَإِذَا الْكَواكِبُ انتثرت (2) وَإِذَا الْبِحارُ فجرت (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأخرت (5)}

.الإعراب:

{السماء} فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور بعده، ومثله {الكواكب}، {البحار} فاعل لفعل محذوف تقديره ثارت {القبور} فاعل لفعل محذوف تقديره تبعثرت {ما} موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف.
جملة: الشرط وفعله وجوابه... لا محلّ لها ابتدائيّة.
وجملة: {انفطرت} السماء... في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {انفطرت} (المذكورة) لا محلّ لها تفسيريّة.
وجملة: {علمت نفس...} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {قدّمت...} لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: {أخرت} لا محلّ لها معطوفة على جملة {قدّمت}.